الأربعاء، 27 يناير 2010

بنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء حضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة















مقدمة :

تتوالى الأيام لتصبح سنين ... والسنين لتصبح عقود .. والعقود لتصبح قروون , وتستمر عجلة الزمن في الدوران .. نحو تباطئ وتسارع , ليس لأن الوقت اختلفت دقائقه وثوانيه .. إلا أن الوسيلة أصبحت أقرب للغاية .. بغض النظر عن ماهية الغاية والوسيلة :: ثورة تغيير تجتاح العالم كل َ برهة .. لأنه ببساطة الحياة دورة من التغيرات , تتغير المفاهيم والمعاني إلا أنه كما قيل::

~ Plus ça change, plus c'est la même chose :: بمعنى :: ~~ بقدر ما تتغير الأشياء :: بقدر ما تبقى كما هي ~~


::: حضــــــــــــــارة أم رجعـــــــــــــــــــــية ::::


احتلال ملكوت الأرض :: اغتصاب السلام :: حربٌ أزلية , منذ قديم الزمان :: وإلى تالي الأزمان ,زمانٌ يدور حول نفسه ,, حيث تبدأ لتنتهي .. لتنتهي لتبدأ من جديد ,, وما النهاية إلا بداية جديدة .. وما البداية إلا نهاية لقصة قديمة ... بطلها الأساسي "الإنسان" .. ::::

تتالت السنين .. وتوالت العصور .. كما اندثرت أمم .. ظهرت أمم أخرى ,,, لكن هل يقتضي ظهور أمة جديدة .. إندثار أخرى ؟ .. خلف كل أمة ناجحة تولد حضارة .. ومع بناء حضارة تولد الإنجازات الغير مسبوقة والتي قد يعتبر مصيرها أزلي إذا ما نظرنا إليها ك حضارة ... فعلى سبيل المثال :: تعلمنا في مادة الرياضيات أنه هناك ما يسمى ب"الباقي" من جراء عملية رياضية حسابية ,, حيث أنه هناك عاملين وناتج .. كما أنه هناك باقي لذا من هذا المنطلق اذا بحثنا علمياً عن بواقي الأمم السابقة هو ما يسمى ب "حضارة " حيث الحضارة كانت حاضرة في ذاك العصر ولازالت حاضرة بغض النظر عن مدى قدمها .. كالحضارة الإغريقية .. الحضارة الفرعونية أيضاً لايمكننا غض النظر عن أفضل الحضارات ألا وهي الحضارة الإسلامية ... ,, قد يختلف مفهوم الحضارة من منطق لآخر .. وهناك تعاريف عديدة لمعنى الحضارة لمن أراد معرفتها فهناك معاجيم لغوية وموسوعات كثيرة لذلك .. فهما اختلفت المفاهيم ومهما اختلفت المعاني .. مايهمنا هو النتائج والبواقي .. الحضارة في نظري باختصار .:: هو انجاز في الحاضر .. مستمر للمستقبل ..::



دمى الإعلام :::

للأسف نحن أقل ما يُقال عنا أننا دمى الإعلام والإعلانات التجارية ... منذ أول برهة للإعلام الذي كان ولايزال أداة سياسية للسيطرة على الشعب بمسى "الديموقراطية " .. لا أتعجب حينما أرى أن َ الآراء تختلف باختلاف العنوانيين الإخبارية والصحفية .. لا الحقائق الواضحة .. لكني أتعجب حينما أرى الصراعات النقاشية والمعتقدات الهامشية التي يُشغلنا الإعلام بها ليعمينا عن حقائق أهم .. على سبيل المثال ::: حينما تكون هناك حرب وضحايا ك أهل غزة .. وينشغل الناس والإعلام في مدى ولاء حماس .. أو .. فتح ... متجاهلين البحث عن أمور أهم .. كسبب تلك الحرب الإسرائيلية .. حينما ترى الإعلام والعامة يتقمصون دور المحققيين ويبحثون عن مصدر أسلحة حماس مثلاً .. متجاهليين الأمور الأخرى ... أقل ما يقال عنا ... ::: دمى الإعلام ::: ,,, الإعلام هنا سيطر على العقول والأبصار ::

ضحايا السلع :::

لنجاح سلعة .. يجب أن يكون لها مشتريين .. ولتوفر المشتريين ,,, يجب أن يكون هناك تروويج وترغيب لشراء تلك السلع مهما كان سعرها ,,, ولا يمكننا تجاهل الترويج عن طريق المشاهير الذي يضفي للسلعة أضعاف سعرها لرغبة المشترين بشرائها لسبب أن الممثل الفلاني قد قبض ملايين للترويج عنها .. ونحن العامة نُخدع ونشتري شيئاً يساوي عُشر ثمنه ,,, لكننا نعجز عن دفع سعر بخس في كتاب قيَم نقتنيه ,,,, الإعلام هنا سيطر على المدخول والمادة ::::




حضارتنا المزيفة :::

قد يعتقد البعض أن الحضارة تقتصر على المباني والعمران ,, كما هو الواقع ,, على سبيل المثال
حينما نرى أن أصحاب الأموال يتنافسون على بناء أعلى المباني ,, التي نرى البعض يفتخر بها ,, لكني عجزت عن العثور لسبب تلك العزة بشيئ سخيف ,, السخافة لا تولد إلا سخافة ,, إذا نظرنا إلى ناطحة السحاب تلك ,, نرى أنها موجودة في الدولة "أ" مثلاً ,, لكن مهندسها من دولة أخرى وجميع العاملين عليها من دول أخرى ,,, إذاً لم الفخر !!! هل الفخر لحضارة مباني !! .

وطنية زائفة :::

العيد الوطني يُعد مناسبة يحتفل بها الشعب ,, لكن هل نقدر قيمتها !! ,, هل صبغ الوجوه بلون علم الدولة يُعد وطنية !! ,, عندما يُعلق علم الدولة في السيارة ,, وتُصبغ السيارات باللون الفلاني هل يُعد وطنية ,,, ما الذي قدمته ؟؟؟ ,, الطريف في الموضوع ,, أن الشباب الذين يحتفلون هم يعتبرون عالة على المجتمع ... ,, لتكون وطنياً ,, يجب أن تسأل نفسك عما قدمته لوطنك !! قبل أن تُحاسب عما قدمه وطنك لأجلك ,,,,


مستقبلنا المخيف :::

المستقبل مجهول لكنه يبدو مخيفاً ,, خصوصا لأصحاب الكفائات الدون الوسطى ,, جميعنا يعرف أن كفاءة الشخص في وقتنا الحالي تُقدر بمستواه وشهادته العلمية ,,, أو بالحرفة التي يقتنيها ,, آخذين بعين الإعتبار ,, الخبرة المهنية ,,, اذا ما علمنا أن في أمريكا يُقدر بستمئة ألف شخض قد فُصلوا من أعمالهم بسبب الأزمة الإقتصادية .. وأمريكا هي الدولة الرائدة في مجال الإقتصاد. فما حالنا نحن المجتمع والشعب الإتكالي !!
قد يأتي شخص تأخذه الحمية ويعارض مصطلح "الشعب الإتكالي" ,, لكن نرد وببساطة ,, الساعة التي نلبسها ,, الملابس ,, السيارة ,, الجهاز المحول ,, الخ .. ماهو مصدرها !!!


بناء حضارة :::

الحضارة :: هل هي شيئ مستحيل !! ,,, مع وجود التكنولوجيا وتقنية المعلومات التي اختصرت الكثير ,, هل بقي شيئ يُعد صعباً !! ...
مبادئ بناء الحضارة ترتكز على ركائز أساسية وهي ,, العلم ,, الثقافة ,, التغيير الإيجابي للسعي للتميز والإبداع في الفنون و الآداب و العلوم. ,, التمسك بالدين والقيم الأخلاقية ,, الانفتاح على الثقافات الأخرى بأخذ الأمور والعلوم الإيجابة ,,,
حضارة الإغريق والتي هي تعد من أقوى الحضارات التي لازال صداها وعلومها يستفاد منها ,, اذا ما نظرنا لعلمائها ,, أمثال طاليس الذي اتصف بالعلم والقوة ,, حيث كان عالم رياضيات , أخلاق .. فلسفة ,,, ومع ذلك كان مصارع حيث "طاليس مات بعمر 78 في دورة الأولمبياد الـ58، ومن سوسيكراتيس الذي يذكر أنه كان في الـ90 لحظة وفاته " ,, وأرسطو ,, سقراط ,, أفلاطون الخ .. إنجازاتهم تُأرخ على أنها كانت قبل مئات السنين من الميلاد ,, إلا أنها لازالت باقية ,, ولايمكننا تجاهل الحضارة الإسلامية وهي الحضارة الأفضل في التاريخ ,, التي أسسها أشرف الخلق محمد عليه الصلاة والسلام ,,, وصداها لازال ينبع فينا ويدلنا على الطريق الصحيح كلما تهنا ,,,
بناء الحضارة يبدأ من المنزل ,, ينتقل إلى المدرسة ,, ليجني ثماره المجتمع ,, .. العلم هو أساس الحضارات ,,, لكي نعلم ,, لابد أن نُدرك ,," والإدراك والعلم يحتاجان لبحث طويل منفرد ,, قد أكتب عنه مستقبلاً بالتفصيل " .. قيل أن العلم هو المعرفة ,, والمعرفة أحد مصادرها القراءة إلا أننا محينا القراءة من قواميسنا للاسف ,, اذا ما سألنا عدد المكتبات في المنازل قد يخلوا من يقتني مكتبتاً ,, القراءة تُوسع آفاق الإدراك ,, حيث ننظر إلى الأشياء بزوايا متعددة ,, وتولد لدينا أسئلة كونية تحتاج لحلول ,, حيث النظريات والفرضيات ما هي إلا مجموعة أسئلة وحلول ,,

مشروع بناء حضارة ,, ليس ذاك الشيئ الإعجازي .. كما نوهت سابقاً أنه يبدأ من المنزل ,, يبدأ باقتناء مكتبة صغيرة تحتوي على كتب هادفة ,, يُراد منها بناء مجتمع منتج ,, اذا ما ازداد الوعي والمعرفة في عقول الشعب ,, فلابد أن يرتقي مستوى التعليم ,, وبارتقاء الاثنين يرتقي المجتمع ,, نملك نفوذاً وأموالاً نحمد الله عليها ,, إلا أننا نفتقر للعلم والمعرفة ,, نفتقر للتحضر ,, نضع وزرنا على علماء الدين ,, متجاهلين دورنا ,, عالم الدين ليس عالم ذرة ,, ليس عالم أحياء ولا يستطيع أن يكون عالماً في جميع المجالات ,, كلٌ له دوره ,,


قيل أن الألمان هم أسياد العالم ,, وهم يعتقدون بذلك ,, لكن إذا ما نظرنا إلى أنهم أعادوا بناء ما تم إبادته جراء الحرب العالمية الثاينة وذلك تقريباً في العام 1945 م ... أي خمس وستون عام من الآن ,,, هو بالفعل إنجاز ,, اذا ما نظرنا لحالنا الذي يتقدم ببطئ شديد ,, ولربما يتقدم بتراجع في بعض الأحيان ,, هل نحتاج لصعقة لكي نبدأ بالتغيير .. ألا تكفي الخسائر التي تكبدها أصحاب الأموال في منطقتنا جراء الأزمة الإقتصادية ,, لكن مالي غير الحروف أ ُقدمها عزاءاً لأمة كانت خير أمة ,,,


~~ لبناء حضارة ,, نحتاج لبناء فِكر "عقول" .. لا مباني ~~


ختاماً ..

قد يتبادر للبعض وأنا منهم أسئلة تحمل إجابات مؤلمة لمن يهمه الأمر :::

  • العالم يتقدم .. هل تقدمنا معه ؟؟
  • نحن في عصر الإنجازات والتكنولوجيا الحديثة .. ما هي إنجازاتنا ؟؟
  • أين ذهبت أفضل حضارة في التاريخ "الحضارة الإسلامية" ؟؟


ليست هناك تعليقات: